الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية 9 أفريل 1938 ..دماء تونسية تسيل لكسب السيادة الوطنية

نشر في  09 أفريل 2014  (08:59)

مثلت أحداث الثامن والتاسع من أفريل 1938 منعرجا حاسما في تاريخ الكفاح الوطني من أجل نيل الحرية والسيادة والاستقلال بتونس.

فأحداث التاسع من افريل 1938 والتي تصل اليوم ذكراها ال 76ليست مجرد ذكرى عابرة بل هي ملحمة بطوليّة خالدة تعدّ واحدة من أبرز الملاحم العربية العظيمة.
فانطلاقا من يوم 7 أفريل شهدت مختلف المناطق التونسية تنظيم مظاهرات جماهيرية عارمة أطرها الحزب الدستوري الجديد آنذاك للمطالبة ببرلمان تونسي يمثّل صوت الشّعب، و قد شهدت هذه التحركات أوجهها بتونس العاصمة في اليوم الموالي عندما خرجت مظاهرتان ضخمتان في نفس التوقيت. خرجت الأولى من ساحة الحلفاوين بقيادة علي البلهوان والأخرى من رحبة الغنم يقودها المنجي سليم.
خرج الآلاف يومي 8 و9 أفريل 1938 متحدين الآلة القمعية الاستعمارية في مسيرات حاشدة منادين بالحرية وتحديدا بـ"برلمان تونسي" فسقط العشرات برصاص المستعمر وأعقبت ذلك حملة قمعية واسعة شملت قيادات الحركة الوطنية أنذاك.
و شهد هذا الحراك خروج المرأة التونسية في تلك المناسبة للتظاهر لأول مرة، حيث التقت الحشود أمام مبنى السفارة الفرنسية بوسط العاصمة في تحد واضح لسياسة التضييق الاستعمارية التعسّفية على أبناء الشعب التونسي.
وفي تطور بطولي للحراك الوطني آنذاك اندلعت المواجهات يوم 9 أفريل 1938 إثر تسرّب معلومات تفيد بتنفيذ المستعمر لعملية إغتيال المناضل علي البلهوان بتهمة التحريض ضدّ الحماية الفرنسية.
ويذكر ان الشّهيد علي البلهوان يعتبر واحدا من أبرز ملهمي النضال الوطني، بفعل حماسه واتساع تأثيره على الشباب التلمذي وخطاباته النّاريّة الملتهبة، وقد أدت هذه المظاهرات في تطور غير مسبوق لمسيرة الكفاح الوطني إلى مواجهات عنيفة دامية مع جنود الاستعمار الفرنسي، أسفرت عن استشهاد عدد كبير من التونسيين من اجل عزّة البلاد ورفعتها وإعلاء رايتها. ولاحتواء ثورة الشعب آنذاك قام المستعمر الفرنسي بحملات قمعيّة واسعة شملت قيادات الحركة الوطنية ورموزها.
ولم تكن أحداث 9 أفريل مجرد احتفال «كرنفالي فرجوي» بل لها دلالات رمزية أعمق بكثير لأنها تعكس حرب الإنسان على كل أشكال القهر والاستعباد والظلم وهي أحداث تعني أن للكرامة والحرية ثما وجب دفعه لذلك تكررت الأحداث بنفس الشعارات في مظاهرات الخبز عام 1982 وأحداث الحوض المنجمي عام 2008 وفي 14جانفي 2011 ولم تختلف الا من حيث التاريخ ...حيث هب جميع التونسيين لاسترجاع حقوقهم المسلوبة .
و يتم الاحتفال بهذه الذكرى سنويا في التّاسع من افريل الذي اصبح عيدا وطنيا... ويطلق على هذه المناسبة اسم عيد الشهداء .